mm2122

يناير 16, 2016

السياحة الجنسية تغزو مصر بالفيديو.


“أنا وصلت لسن الثلاثين ومتجوزتش بسبب قلة الفلوس، بس الحمد الله الأمور بقت دلوقتى أحسن بكتير بعد ما اتجوزت جاسيكا من إنجلترا”، هكذا بدأ علي حماد، 30عامًا من محافظة الأقصر حديثه عن رحلته مع الزواج بأجنبية أو ما يعرف باسم “السياحة الجنسية” التي أصبحت نوعًا من أنواع السعي للرزق لدى بعض المصريين في ظل ظروف اقتصادية صعبة تمر بها البلاد في وقت باتت الأسر المصرية تبارك زواج أبنائها من الأجنبيات لعجزهم عن مساعدة أبنائهم على الزواج.
وكانت معدلات زواج المصريين من أجانب في مصر في الأقصر ارتفعت بنسبة ربما تجاوزت 345 % خلال السنوات الماضية، ففي سنة 2000 بلغ عدد الزيجات الموثقة بسجلات محكمة الأقصر الجزئية 194 حالة مقابل 651 حالة وثقتها سجلات المحكمة في عام 2007 بزيادة بلغت 335 %.

روى حماد، قصته مع هذا النوع من الزواج قائلاً: «تعرفت عليها في متحف الكرنك كانت وبدأت العلاقة في البداية كصداقة، حتى تزوجنا وقررت أن تستقر في مصر، وفعلًا استقرت هنا في الأقصر وقامت بشراء منزل كبير لنعيش بيه، وفتحت لي دكان لبيع الملابس الفرعونية والمشغولات الفرعونية، ويقول حماد إن جاسيكا تبلغ من العمر 50 عامًا وعلى الرغم من ذلك لا أشعر بفرق السن».
رجب الأسمر.. وزواجه من ألمانية
رجب الأسمر هو من أبناء النوبة، ويبلغ من العمر 24 عامًا، واحد من بين الكثير الذي يتزوج أجنبية، ويروى الأسمر قصته قائلًا: «حال الشباب في أسوان في تدهور حاد بسبب قلة السياحة خاصة أن أغلبنا كنا نعمل في مجال السياحة فأصبحنا الآن عاطلين ويوم نشتغل ويوم لأ، فبنروح كل يوم الصبح المعابد ونقلب عيشنا وزى ما تيجى تيجى». ويستكمل راويًا: «كنت أخرج من منزلي صباح كل يوم وأطلع على كورنيش أسوان، فهناك اتعرفت على واحد من ألمانيا كانت كبيرة في السن، أول ما شافتنى قالت ليا أنت أسمر وفيك من الملامح الفرعونية الجملية وطلبت منى أنى أروحلها الفندق أقضي معاها ليلة هناك مقابل مبلغ مالي كبير، بس أنا رفضت وقولت ليها إن طلبها مرفوض لأنه حرام، فعرضت عليا الزواج وفعلًا بعدها بأسبوع اتجوزتها وقعدت معاها أسبوع مقابل 100 ألف جنيه مصري، وبعدها سافرت بلدها».
“عمر” مرشد سياحى تزوج من أمريكية تكبره بــ45 عامًا
واحد من أبناء محافظة أسوان يبلغ من العمر 25 عامًا، ويعمل في مجال السياحة، حتى التقى بسائحة أجنبية تحمل الجنسية الأمريكية وتزوجها وتبدلت حياته من شاب بسيط لشاب يمتلك بازارًا سياحيًا كبيرًا في أبو سمبل. ويروى “عمر” قصته قائلًا: «كنت أعمل كمرشد سياحي في متحف أبو سبمل بأسوان وأستقبل السائحين وأقلب عيشي معاهم، لحد ما تيجى الساعة خمسة بكون عملت يومية كويسة أروح بيها البيت، لكن الفلوس مكانتش بتكفي معايا لأنى بعول أسرة من خمسة أفراد عشان والدي متوفى».
ويستكمل قصته: «ظل الأمر على هذا الحال، حتى اتعرفت على واحدة أمريكية عندها 70 سنة كانت تسكن في فندق بأسوان، وكنت مسئولاً عنها طول فترة رحلتها وأي حاجة بتعوزها كنت بعملها، لحد ما جات في مرة قالت إنها بتحب المصريين خاصة أصحاب البشرة السمراء فعرضت عليا الجواز، ووافقت على الرغم أن أهلي كانوا معترضين لكنى أقنعتهم، وفعلًا اتجوزتها وبعد جوازنا بشهر واحد كانت فتحتلي بازار سياحي باسمي في أبو سمبل واشترينا بيت ملك قعدنا فيه، وبعدها بست شهور قالت إنها تعبت وعايزة ترجع بلدها فطلقتها بكل ود وبدون أي مشاكل».
“الرفاعي” من التوك توك للزواج من سوزان الروسية
وهو من نفس المحافظة ويبلغ من العمر 28 عامًا، يروى قصته قائلًا: «كنا أعمل على توك توك واسترزق بيه كل يوم، ويوم الثلاثاء من كل أسبوع بروح السوق عشان بيكون فيه أجانب كتير هناك وبقلب رزقي منهم، حتى قالبته سوزان من روسيا كانت في السوق وكان بعض الأطفال عاوزين ياخدوا منها الكاميرا، خلصتها منهم ووصلتها لحد الفندق اللي قاعدة فيه، ومن هنا اتعرفت عليها وكنت بخدها كل يوم في رحلة سياحية وفي آخر اليوم تدينى مبلغ كبير مقابل إنى بساعدها». ويتابع قائلًا: «استمر الوضع على كدة لمدة شهر تقريبًا وقبل ما تسافر بلدها اديتني ساعة ذهب والكاميرا الخاصة بها».
خبير نفسى: لهذه الأسباب يلجأ الشباب للزواج من كبيرات السن الأجانب
الدكتور أحمد ثابت، الخبير النفسي، قال إن ظاهرة انتشار زواج الشباب من أجنبيات ترجع إلى عوامل في مقدمتها الظروف الاقتصادية، وانتشار البطالة بين الشباب الذين يجدون في الزواج أنها صفقة رابحة تحقق لهم العديد من الأحلام، كأن يحصل على جنسية أخرى تحقق له بعض الطموح، ليصير الزواج من أجنبية نوعا من أنواع السعي للرزق بحسب وصفه.
وأضاف ثابت  أنه يوجد العديد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والقانونية تترتب على الزواج من أجنبيات، فالعلاقة الزوجية بين مصري وفرنسية أو أمريكية أو إنجليزية هي علاقة بين هويتين مختلفتين تثير مشاكل قانونية عدة كثيرًا ما تؤدى إلى الاصطدام والنزاع نتيجة اختلاف تربية ودين وتقاليد وعادات كل من الزوجين، فضلاً عن إصابة بالأمراض الخطيرة أهمها الإيدز والجدري.
وأكد ثابت زيادة حالات زواج الأجنبيات أو ما يعرف بالسياحة الجنسية قائلا: “زواج الأجنبيات من مصريين أصبح نمطًا من أنماط السياحة، في الوقت الذي سيزداد في الوضع الاقتصادي المصري سوءا مما يعمل علي زيادة هذا النوع من الزواج.
أكدت الدكتورة سامية الساعاتي، أستاذة علم الاجتماع وعضو المجلس الأعلى للثقافة، أن السياحة الجنسية بمثابة جريمة قتل يكون ضحيتها الشباب المصري الذي أراد التنعم بالحياة في وقت قصير، لعيش هذا السيناريو الخاسر ويرجع مليئًا بالأمراض، على حد قولها. وأضافت الساعاتي  أن السياحة الجنسية ليست ظاهرة جديدة ولكنها موجودة وأصبحت بمثابة الحل السريع أمام الشباب للخروج من مأزق ضيق المعيشة، حيث يقع الشباب فريسة أمام عجائز الغرب ويبيعون أجسادهم مقابل المال.
وتابعت قائلاً: وهذا النوع من الزواج سلوك غير سوي من قبل بعض الأفراد الذين يسلكون هذا السلوك لأسباب اقتصادية نشبت من تفشي ظاهرة البطالة.
وحول الأضرار الناتجة عن السياحة الجنسية قالت الساعاتي: “أخطر أضرار ذلك النوع من الزواج هو عنوسة الفتيات المصريات وتفشي ظاهرة الكذب بين المصريين، حيث إن الشاب يكون كذابًا في مشاعره تجاه تلك الأجنبية التي يريد الزواج بها لعلمه أن العلاقة شكل مؤقت.
وأضافت: ظاهرة تفشي الأمراض خاصة الإيدز بسبب تعدد العلاقات الجنسية، فضلاً عن تشويه صورة المصريين والسياحة المصرية أمام الغرب والمتاجرة بشابهم الذي ربما يقع رهينة المال ويبيع وطنه كما باع جسده مقابل المال.
ووجهت الساعاتي رسالة للنظام الحاكم المتمثل في وزارة الثقافة ووزارة التضامن الاجتماعي ووزارة القوى العاملة بتنوير وتثقيب عقول الشباب المصري وتوفير فرص عمل ملائمة لهم حتى لا تفقد الدولة أبناءها، بحسب قولها.
وفي السياق ذاته، قالت “إنشاد عز الدين” أستاذ علم الاجتماع بكلية آداب جامعة المنوفية، زواج الشباب المصري بأجنبيات مقابل المال هو انتحار للشباب المصري بسبب الظروف الاقتصادية، حيث إن الشباب يرمي نفسه في التهلكة.
وأضافت عز الدين في تصريحات خاصة “المصريون” كما أن ذلك النوع من الزواج بمثابة هجرة غير شرعية وهي أزمة سببها عدم تلبية الدولة المصرية لاحتياجات شبابها. وأكدت أستاذ علم الاجتماع أنه لا يمكن القضاء على هذا النوع من الزواج أمام مجتمع عن تلبية احتياجات الشباب، خاصة أننا على أعتاب أزمة مالية كبيرة.
واستكملت حديثها قائلة: “عجائز الغرب يتاجرون بالشباب المصري في ظل مجتمع طارد وليس جاذب لشابه وهذا ما جعل المجتمع المصري يعاني من ارتفاع سن الزواج وعدم التقدم بسبب هجره معظم هؤلاء الشباب مع زوجاتهم.

0 التعليقات:

إرسال تعليق