mm2122

يناير 16, 2016

الحرية الجنسية في أميركا بالصور والفيديو.


"أميركا جنة الراغبين في المتعة الجنسية وبدون التزامات"، "النساء الأميركيات متحررات وسهلات المنال" و"الرجال في أميركا لا غيرة لهم على نسائهم وبناتهم" .. هذه بعض الأفكار الشائعة عند بعض المواطنين العرب حول الحياة في الولايات الأميركية وبعض سلوكات الأميركيين.

هذه الأفكار التي  تصنف في خانة "التصورات الجاهزة" مغلوطة في مجملهما، فأغلب الدراسات التي أنجزت حول الحياة الجنسية عند الأميركيين أثبتت أنهم شعب محافظ، بل أكثر  محافظة مما يقع في بعض الدول العربية نفسها.

خيبة أمل جنسية

في أحد المقاهي الخاصة بالعرب، في ولاية فرجينيا بالولايات المتحدة، تجمع العشرات من الشباب حول موائد معدنية، وتعالى دخان الشيشة من حولهم. كانوا يتحدثون لهجات عربية مختلفة، وحتى المأكولات الموضوعة على الطاولة كانت مختلفة تمثل المطبخ المغربي والفلسطيني واللبناني والسوداني..

كل المتواجدين في المقهى ذكور، ونادرا ما تأتي امرأة إلى ذلك المكان وهذا عكس باقي الفضاءات الأخرى في أميركا التي تزاحم فيها المرأة الرجل، وأغلب الحاضرين في المقهى تركوا زوجاتهم بالبيت، أو لا زالوا عزابا لم يستقروا في علاقة بعد، أو لأن أحلامهم في العثور على أميركية شقراء جميلة تدخن سجائر المارلبورو وتدعوهم للمتعة تبخرت فاتجهوا لدخان للشيشة كتعويض عن الخيبة..
هوليود تقدم المرأة إلى جانب الرجل في بار وهي تتناول الخمر
هذه الخيبة تكاد تكون القاسم المشترك بين كل الشهادات التي جمعها موقع "راديو سوا" حول الموضوع. فحفيظ المنور الذي كان في أميركا العام الماضي تغيرت كل تصوراته عن الحرية الجنسية في الولايات المتحدة حينما زار نيويورك. فقد اكتشف أن الأميركيين ينظمون حياتهم بشكل دقيق ومتحفظ أيضا. وقال المنور "صحيح أنهم في المجمل لطفاء ويحبون الانفتاح على الآخر والحديث معه، لكنهم في نفس الوقت يحافظون على حدود لهذا الانفتاح".

وإذا كان  المنور يتحدث انطلاقا من تجربته الشخصية فإن يوسف حميد، الشاب الأردني المقيم بعمان يحمل  أفكارا مسبقة عن الحياة الجنسية في أميركا، إذ لم يتردد لحظة في الإجابة عن سؤال موقع "راديو سوا" "هل تعتقد أن الجنس سهل في أميركا ؟" بنعم والتأكيد عليه، والسبب في نظره كامن في أن الأميركيين غير مسلمين وبالتالي "لا قيم ولا أخلاق لهم، مما يجعلهم يتخلون عن أعراضهم وشرفهم بسرعة".

ويشارك يوسف في رأيه محمد الحوامدة من فلسطين، إذ يؤكد هو الآخر على مسألة "غياب الأخلاق والقيم في المجتمع الأميركي، مما يجعل نساءه سهلات ورجاله غير غيورين على زوجاتهم".

الدراسات تثبت العكس

إجابات العرب على السؤال تظل في واد وخلاصات الدراسات العلمية التي أجراها الباحثون في الموضوع في واد آخر، فقد توصلت دراسة أميركية طرحت الأسئلة الثلاثة التالية على عينة من الأميركيين: كيف  استقيت معلوماتك الأولية عن الجنس؟ ماذا قالت لك أمك حول هذا الموضوع؟ وماذا قلت أنت لأمك؟ إلى نتائج مغايرة تماما لتصور العرب حول الموضوع.

فكل الأمهات اللواتي تم استجوابهن وصفن أنفسهن بأنهن مسيحيات بالدرجة الأولى، ثم معمدانيات في الدرجة الثانية، واعتبرن بأنهن ترعرعن في بيت معمداني، وبأن التعاليم المسيحية تشكل جزءا أساسيا من حياتهن ، ونفس الأمر ينطبق على البنات، فقد عبرن عن كونهن مسيحيات في الأول، وبدرجة أقل معمدانيات.

أما بخصوص العلاقات الجنسية، فأغلب المستجوبين قالوا إنه يجب أن تمارس بعد الزواج وليس قبله. كما أن الخلاصة الرئيسية التي توصلت إليها هذه الدراسة هي الإمتناع عن ممارسة الجنس حتى الزواج، وهذه القيمة تم تشجيعها من طرف جميع الأمهات، وكل البنات فيما عدا اثنتين. فأغلبية الأمهات المستجوبات في هذا البحث كن واضحات بكونهن يأملن أن تقوم بناتهن بالامتناع عن ممارسة الجنس حتى الزواج.
التخلي عن تلك الأفكار هو بمثابة خيانة للأم والأب والعائلة والجماعة ككل
هذه الخلاصات تؤكدها دراسة أميركية أخرى توصلت إلى أن الأشخاص الذين يتزوجون بالطريقة التقليدية ولا يمارسون الجنس إلا بعد الزواج تكون زيجاتهم أنجح وأسعد.

وقال الباحثون الأميركيون الذين أجروا الدراسة إن تأخير الفرحة والانتظار حتى ليلة الزفاف لا يسفر عن علاقة أفضل بين الزوجين فحسب، بل وحياة جنسية أمتع كذلك.

وشملت الدراسة 2035 رجلاً وامرأة متزوجين سُئلوا متى مارسوا الجنس بعد اللقاء الأول بين الاثنين. وأظهرت الدراسة أن احتمالات العلاقة الناجحة تزيد بنسبة 22 في المائة بين أولئك الذين انتظروا حتى شهر العسل، فيما تزيد احتمالات الشعور بالرضا عن الحياة الزوجية عند هؤلاء بنسبة 20 في المائة مقارنة مع الذين مارسوا الجنس قبل ليلة الزفاف.

كما أن نوعية حياتهم الجنسية أفضل بنسبة 15 في المائة منها عند الذين مارسوا الجنس قبل الزواج، وكذلك لغة التفاهم والتواصل، فهي أفضل بنسبة 12 في المائة عند الذين صبروا حتى ليلة الدخلة بالمقارنة مع الذين لم يستطيعوا الانتظار.

ما توصلت إليه الدراسات السالفة الذكر، تؤكده قصة الحسين في أميركا، فحينما كان في المغرب كان يعتقد أن أميركا هي "أرض الانحلال والنساء السهلات"، وحينما قرر السفر إليها كان متأكدا من أنه سيعيش "حياة جنسية زاخرة"، لكن كل هذه الأفكار تغيرت ما إن خرج من مطار واشنطن العاصمة.

فقد أدرك الحسين (الذي رفض الإفصاح عن اسمه العائلي) أن الحياة صعبة في الولايات المتحدة، والنساء الأميركيات بعيدات المنال، وقال لموقع "راديو سوا" "الجنس أصعب في أميركا منه في المغرب، هنا يجب أن تقتنع بك الأميركية أولا، وتعجبها وبعد علاقة ومسار طويل من بناء الثقة يتحقق المراد.. الأمر ليس سهلا بتاتا".

0 التعليقات:

إرسال تعليق